فن التخطيط هو الأساس الحقيقي لأي إنتاج فني، سواء أكان تصميما أو موضوعا أو صورة شخصية أو طبيعية صامتة. والتخطيط نوع من التعبير الفني يستند بشكل رئيسي على الرسم بالقلم الرصاص والفحم أو السلاية والريشة، ويمتلك درجة لونية واحدة أو درجات لونية قليلة. كما يعتمد التخطيط بشكل جذري على الخط الخارجي أو على تتابع أو توازي أو تشابك الخطوط التي تمنح المشاهد إيحاءات مختلفة، وذلك حسب الأسلوب المتبع ونوعية المعالجة الفنية، كالإيحاء بالاتزان والرصانة والرقة والهدوء، أو على العكس الإيحاء بالتوتر والانفعال والتموج والعنف والقوة، وقد تعددت الفنون حسب العصور وكانت البداية :-

فن الإنسان القديم
ترجع محاولات الإنسان القديم في مجال هذا الفن العريق إلى الفترة التي عاش فيها الإنسان في العصر الحجري القديم، (10 آلاف إلى 20 ألف) سنة مضت بداخل الكهوف، يمتهن الصيد ويقتات على لحوم الحيوانات التي يصطادها.

كان الإنسان القديم يعبر عن انطباعاته وانفعالاته الناتجة عن الصراع القاسي، الذي كان يخوضه مع الحيوانات والطبيعة، بواسطة هذه الرسوم التي كان يرسمها على جدران وسقوف الكهوف. كما كان يدفعه إلى ما ذكرته دافع آخر هو السحر أو الاعتقاد بان رسم هذه الحيوانات يساعد في التغلب عليها ومن ثم امتلاكها.
كانت أكثرية الكهوف التي يعيش فيها الإنسان القديم تقع في آسيا وأفريقيا وأوربا - كهف التامير في أسبانيا وكهف فون دي كوم في فرنسا.
إن هذه الإنتاجيات الفنية الموغلة في القدم تثبت لنا بأن الإنسان كان قبل كل شيء فنانا، وأنه وهو يعيش في أقسى الظروف الرهيبة كان يعبر بمهارة وإحساس عن مشاعره ومحيطه ومشاهداته، ولهذا جاء فنه بالرغم من بدائيته وهو يحمل مميزات صادقة وصفات أصيلة.



الرياض- منيرة الحميدان
موقع العملاق العربي